مقالات وابحاث

اليابان وارباح مستقبلية من الطاقة الشمسية

يدرك العالم التقدم التكنولوجي والصناعي الذي تشهده اليابان ولعل هذا التقدم وضع اليابان على لائحة اكثر الدول التي يجب ان تعيد نهج استراتيجيتها الصناعية واستخدامها لمصادر الطاقة ، وذلك للحد من انبعاث الغازات الدفيئة بالجو وتلوث البيئة. 

وتشارك اليابان في المجهودات العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بواسطة جدولة استهلاكها لمصادر الطاقة التقليدية من الوقود الاحفوري ، واستبدالها بمصادر الطاقة المتجددة.

لذا تأكيدا منها مرة اخرى على ريادتها في المجال الاقتصادي والصناعي لجأت اليابان الى اطفاء محطات الكهرباء العملاقة بها والتي تعمل بالنفط واحدة تلو اخرى واستبدالها بمشروع جديد لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، على الرغم من ان هذه الخطوة تعتبر خطيرة الى حد ما اذ ان هذه المحطات العملاقة هي ما وضعت اليابان في وقت ما في مصاف الدول الصناعية الكبرى.

اليابان ومصادر الطاقة المتجددة:

تعد اليابان واحدة من اكبر 4 اسواق للالواح الشمسية في العالم في الوقت الحاضر. وهناك عدد من محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية ستبدأ العمل بالفعل، كما ان هناك محطتان فوق المياه في مدينة كاتو، ومحطة تبلغ استثماراتها 1.1 مليار دولار، مقامة على حقل ملحي في أوكاياما، وكلها غربي أوساكا. ووصل انتاج اليابان من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة الى 25 غيغاوات، تمثل الطاقة الشمسية منها أكثر من 80 بالمائة.

قال رئيس المجلس التنفيذي لمؤسسة اليابان للطاقة المتجددة، توماس كابرغر:

“الطاقة الشمسية بلغت مرحلة النضج في اليابان ومن الآن فصاعدا ستحل محل اليورانيوم المستورد والوقود الأحفوري”.

اسباب وقف اليابان لمحطات الكهرباء العملاقة بها:

لجأت اليابان الى وقف محطات الكهرباء العملاقة بها عن العمل وذلك لأنها تعمل بالنفط وهو ما يكلف مبالغ طائلة من الناحية الاقتصادية
اما من الناحية البيئية فهو كان له اثر بالغ في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة واهمها غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الاحفوري (النفط)

كما اليابان أوقفت عن العمل محطاتها النووية، البالغ عددها 43 محطة، في أعقاب كارثة محطة فوكوشيما للكهرباء عام 2011، التي أعقبت زلزالا وموجات مد عملاقة (تسونامي).

الارباح الاقتصادية من مصادر الطاقة المتجددة:

حين تتعادل الإيرادات مع التكلفة في مجال الطاقة الشمسية باليابان سيعني ذلك أن هذه التكنولوجيا أصبحت قابلة للانتشار تجاريا في دول مجموعة السبعة، وفي 14 دولة من أعضاء مجموعة العشرين، وفقا لبيانات من الحكومات وصناعة الطاقة وجماعات حماية المستهلكين.

كما أن المستثمرين يعيدون اكتشاف الطاقة الشمسية، حيث ارتفع مؤشر الطاقة الشمسية العالمي 40 بالمائة منذ بداية العام، لتخرج من دائرة الركود التي سقطت فيها في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008-2009، وهو أداء يتجاوز بكثير أداء سلع أولية مثل خام الحديد والغاز الطبيعي والنحاس والفحم.

المصدر

اكتب تعليقك .؟

برجاء ادخال الاسم
برجاء ادخال البريد الالكترونى
برجاء ادخال الرسالة